الحياكة اليدوية

Admin المساهمات : 5 تاريخ التسجيل : 06/03/2009

الحياكة اليدويّة

لاتزال منتجات الحرف اليدويّة القديمة تتمتّع بشعبيّة كبيرة رغم مزاحمة

الصناعات الآليّة لها، وتعتبر الخامات المحليّة كالصوف وشعر الماعز

المادّة الأوّلية لإنتاج بيوت الشعر (مضارب البدو)، والبطانيّات،

والأكياس، والمساند، والبسط، والعباءات التي يتنافس الهواة والسائحون

على اقتنائها، ويدفعون أثماناً عالية للفوز بقطع نادرة ترتقي إلى رتبةالتحف.

صناعة الشعر:

يغلب على هذه الصناعات العمل المنزلي، حيث تقوم الأسرة الفلاّحيّة

أو البدويّة بالتعاون لإنتاج السلعة، وقد تنتج في أسواق بعض المدن

الصغيرة، حيث يقوم حاكة شعر الماعز الجبلي بحلجه وندفه وتلوينه

وفرز ألوانه يدوياً، ثم يربط بحزام اسمه الجدب على دولاب خاص،

ويغزل على دواليب مع السدي يدوياً ومخالف لاتجاه الخيوط على

نول الحياكة، وتدق بمشط حديدي حتى تتماسك الخيوط مع بعضها

وتصبح على شكل قماش جاهز، ويتم تحديد الطول والعرض حسب

طلب الزبائن، وتستخدم في الحياكة اليدويّة أدوات معدنيّة وخشبيّة

محليّة الصنع.

صناعة البسط:

وتستخدم الأنوال الخشبية اليدوية في صناعة البسط، حيث يقوم

شخص أو أكثر بحياكة البساط من خيوط الصوف المغزولة يدوياً

وذلك بمشغل صغير الحجم قياساً بالصناعات النسيجية الأخرى،

وتستخدم خيوط الصوف أو القطن إما بألوانها الطبيعية، أو بصبغها

بالألوان المعروفة وتتم حياكة البساط بقياسات متنوعة وحسب

الطلب، ويجري زخرفة البساط بأشكال هندسيّة تتوسّط البساط، أو

بخطوط ملوّنة متساوية .

والنول آلة لحياكة البسط يتكون من حفرة في الأرض مساحتها 120 سم في

مترين وعمق 80 سم. ويوضع داخل الحفرة أجزاء من النول وهي:

الدواسات وما يسمى بالمعدبات، وهي أدوات تمسك أجزاء النول الخارجية.

ثم يغرز ما يسمى "بالغرز" وهي أربع توضع في أركان الحفرة كانت تصنع من

الخشب في الماضي والآن من الحديد، وهذه الغرز لتثبيت "المطواة" التي يلف

عليها البساط أثناء الصنع، ويقابلها ما يسمى "المكلفة" وهي أيضا من الخشب

وتستخدم لوضع "المسدية" المكونة من خيوط القطن التي ينسج عليها البساط.

صناعة العباءات:

العباءة والكوفيّة والعقال من الأزياء العربيّة الجميلة التي تحظى

بشعبيّة كبيرة بسبب المناخ الصحراوي الحار في كثير من البلدان

العربيّة .

ويرتدي الرجال العباءة صيفاً وشتاءً ، وتوضع على الكتف وتنحدر حتى

القدمين ، وكما تلبسها المرأة لتتستر بها، حيث تلف جسمها وتغطيه حتى لا

تظهر المفاتن.

ولباس العباءة منتشر في معظم الاقطار العربية لاسيما في دول الخليج،

وبالألوان الطبيعيّة المعروفة للصوف أو المصبوغ باللون الأسود.

تصنع العباءة العربيّة محليّاً من الصوف الخالص المنزوع من جلد

الخروف أو المقصوص منه، وهو الذي يطلق عليه (جزة صوف) حيث

ينظّف الصوف وينقّى من الشوائب، ثمّ يمشّط بمشط حديدي ذي اسنان

طويلة ينفش به الصوف وينظم وينظف من الشوائب العالقة بالصوف، ثم

يقسم الى وشائع (قطع) حتى يسهل الغزل لدى المرأة . تلف الغازلة الوشيعه

على يدها وتضع رأس خيط صوف في المغزل وتبدأ (تفر) المغزل وتبرم

الصوف حتى يتحول الى غزول على شكل خيوط رفيعة، ويلفّ على

مكوك من القصب ليشكّل (السدة)، ثم تمد خيوط (اللحمة) على آلة

الحياكة، وللغزل مهارة تتصف بها عادة الغازلة، فبعض الغزل يكون دقيقاً

وهو النوع الجيد تجيده غازله ذات قدرة ومهارة فائقة، فكلما كان الخيط دقيقاً

رفيعاً كان هو الافضل ، وجعلت له أرقام ومواصفات تبين سمك الغزول مثل

أبو 16 ، 21 ، 24 .

وبسبب زيادة الطلب على هذه السلع، واتجاه الناس إلى طلب

الراحة، انتشر استخدام آلات النسيج الكهربائيّة، حتى كادت أن

تختفي المنتجات اليدويّة، إلاّ أنّ الغزل والنسيج اليدوى يبقى الأكثر

قيمة، بسبب الجهد الإنساني الذي يبذله الغزّال والنسّاج.

ومن المعروف أن العباءة الواحدة تحتاج إلى ستّة أمتار بعرض متر

واحد من القماش المنسوج بهذه الطريقة اليدويّة، تحتاج العباءة إلى

نصفين متساويين منه يخاطان بشك متواز، ثم يطوى الجانبان قبل

خياطتهما، وتطرّز العباءات بخيوط من الحرير أو بخيوط مطعمة

بالذهب من جهت الكتفين والفتحات والمقدمة، وبعض العبي الشتوية

تصنع من القماش المستورد مثل الچوخ.

وفي الأسواق نوعين من المنتوجات صيفي وشتوي، وبأوزان ثلاثة:

ربع كيلو، ونصف كيلو، وثلاثة أرباع الكيلو، وتتفاوت العباءات في

السعر تبعاً لدقّة خيوطها، وإتقان غزلها وحياكتها وتطريزها.

* * *

» تابع صور المشغولات اليدوية